اليد العليا خير من اليد السفلى
يحكي أن في قديم الزمان كان هناك شيخ عالم جليل يتوافد عليه طلاب العلم من كل مكان ومن كل بلدان العالم لينهلوا من علمه ومعرفته وحكمتة وخبراته في الحياة، حيث أنه كان معروفاً عنه الحكمة ورجاحة العقل والعلم الوفير، وفي يوم من الايام جاءه طالب علم وكان شاب فقير لا يملك المال، فجاء إلي الشيخ يستأذنه أن يسافر ليطلب المال، فأذن له الشيخ بذلك، فأخذ الشاب امتعته وبدأ رحلته الطويلة، وبينما هو مسافر مر علي منطقة صحراوية مهجورة وجد فيها طائر جريح ملقي علي الارض، ولكنه مازال علي قيد الحياة علي الرغم من الجروح التي اصابته، نظر الطالب إلي الطائر في دهشة وتعجب شديدين وهو يقول في نفسه : كيف تمكن هذا الطائر من البقاء علي قيد الحياة مع كل هذة الجروح التي اصابته ؟!
اهتم الشاب لأمر الطير كثيراً ودفعة فضوله أن يراقبه لفترة من الزمن، فإذا بطائر آخر يأتيه كل ليله ويجلب له الطعام، أصابت الحيرة والدهشة هذا الشاب وأخذ يردد سبحان الله الي يرزق الطير في الصحراء، سيرزقني بالتأكيد وانا عند الشيخ دون أن اسافر، فأخذ الشاب امتعته ورجع الي شيخه من جديد وألغي فكرة السفر لطلب المال .
حين رآة الشيخ سأله ما الذي أعادك من جديد بهذة السرعة، فحكي له الشيخ قصة الطائر الجريح الذي وجدة في الصحراء، وكيف ان الله عز وجل قد بعث له رزقه من خلال طائر آخر يأتي إليه بالطعام كل ليل، وبالتالي فإن الله الذي رزق هذا الطير الجريح في الصحراء سيرزقني بالتأكيد وأنا عندك دون سفر، سكت الشيخ قليلاً مفكراً في حال الشاب ثم قال : ولكن يا بني لماذا اخترت أن تلعب دور الطائر الجريح في هذا العالم، لماذا لم تختار أن تكون الطائر القوي الذي يساعده، يا بني كن أنت صاحب اليد العليا ولا تكن صاحب اليد السفلي .