menu

الأحد، 18 ديسمبر 2016

رابعة العدوية


رابعة العدوية 
·       المولد و النشأة :
ولدت رابعة العدوية عام ( 100هـ /717م ) في مدينة البصرة من أبوين فقيرين صالحين و كانت ابنتهما الرابعة و هذا ما يفسر سبب تسميتها رابعة فهي البنت "الرابعة "
نشأت رابعة في ظروف صعبة جدا خاصة عندما وجدت نفسها تخرج لتعمل لتعيل إخوتها  بعدما توفي أبوها و هي في سن العاشرة و ما لبثت أمه أن لحقت به فذاقت مرارة اليتم الكامل دون أن يترك والداها من أسبا العيش سوى قارب ينقل الناس بدراهم معدودة في أحد انهار البصرة .
و لما حل الجفاف هاجرت أخوات رابعة بينما أبت الهجرة معهن فتركنها وحيدة  متشردة ؛حتى وجدها اللصوص ؛فأخذوها و باعوها لتاجر ثري ذاقت تحت يده ذل الرق و العبودية .
·       شخصية رابعة العدوية و أخلاقها :
اختلف الكثيرون في تصوير حياة و شخصية العابدة رابعة العدوية فقد صورتها السينما في فلم سينيمائي مصري في الجزء الأول من حياتها كفتاة لاهية تمرغت في حياة الغواية و الخمر و الشهوات قبل ان تتجه إلى طاعة الله و عبادته ؛ في حين يقول البعض أن هذه الصورة غير صحيحة و مشوهة فقد نشأت رابعة  في بيئة إسلامية صالحة و كان قلبها طاهرا متضرعا بكاءا مما هيأها لاستقبال أنوار الحق  فحفظت القرآن الكريم و تدبر آياته فإذا مرت بآية فيها ذكر النار سقطت مغشيا عليها من الخوف و إذا مرت بآية فيها تشويق إلى الجنة ركنت إليها و قرأت الحديث و تدارسته و حافظت على الصلاة و هي في عمر الزهور ؛حيث  كانت تصلي الليل كله و تأنس في خلوتها بالله و تجد في ذلك لذة لا يجدها الملوك و كانت تبكي في سجودها حتى يبتل موضع رأسها . و كانت تصوم معظم الأيام كما كانت متواضعة منكسرة لله لا تزهو و لا يأخذها العجب و قد وقاها إيمانها و إخلاصها الوقوع في شباك الشيطان او الترفع على العبادة بقربها من الله .
ان رابعة العدوية تحررت و جعلت همها هو هم الآخرة و اعتزلت الخلق فأبت الزواج و عاشت طوال حياتها عذراء برغم تقد أفاضل الرجال لخطبتها لأنها انصرفت إلى الإيمان والتعبد و رأت فيه بديلا عن الحياة مع الزوج و الولد  فبنت لنفسها مصلى منفرد ؛ و انقطعت في للعبادة و قصدت المساجد لسماع الفقه . ثم وهبها الله العلم الرباني الذي لا يوجد في الكتب و لا يسمعه الناس من الوعاظ و هو علم يهبه الله تعالى لأهل التقوى و اليقين فتنطق به ألسنتهم و لذلك جا في الحديث  : ( العلم علمان :علم في القلب و ذلك العلم النافع ؛و علم على اللسان و ذلك حجة الله على ابن آدم )

·       من آثارها :
ü    لقد أثر عن رابعة الكثير من الشعر في الزهد و الشوق الى الله ؛منه :
أللزاد أبكي ؟ أم لطول مسافتي ؟            و زادي قليل ما أراه مبلغي
فأين رجائي فيك ؟ أين مخافتي ؟            أتحرقني بالنار يا غاية المنى
ü    و من أقوالها حينما يغلبها النوم :" يا نفس كم تنامين ؟ و الى كم تقومين ؟ يوشك أن تنامي نومة لا تقومين منها الا لصرخة يوم النشور "
ü    و من كلامها : " محب الله لا يسكن أنينه و حنينه حتى يسكن مع محبوبه "
ü    و من وصاياها : "اكتموا حسناتكم كما تكتمون سيئاتكم "
ü    و كان لها الكثير من الحكم البليغة ؛ حتى قال اين الجوزي :كانت رابعة فطنه ؛ و من كلامها الدال على قوة فهفها قولها :" أستغفر الله من قلة صدقي في قولي أستغفر الله "

·       وفاتها :
خرجت رابعة من الحياة بعد أن بلغت الثمانين من عمرها ؛ و قد ذاقت ما ذاقت من البلاء لكنها تمتعت بالأنس بالله و الفرح بطاعته ؛ و كانت ترى أنه لا راحة للمؤمن إلا بعد الموت على الإيمان الذي لم يفارقها ذكره .و كانت وفاتها سنة ( 180هـ/796م) و دفنت بالقدس و قبرها على جبل الطور .

مواضيع قد تهمك

لأضافة أو حدف بعض المعلومات الرجاء إضغط هنا

 

حقوق الطبع والنشر محفوظة @ موسوعة قل لي | إقرأ تصميم عبد الله حداد وتكويد BMA