مولد النبي صلى الله عليه و سلم و المعجزات التي حثت في ذلك اليوم
خلق الله سبحانه وتعالى الكون وما فيه من السموات والأرض وخلق الإنسان، من أجل عمارة الأرض والعيش فيها وعبادة الله سبحانه وتعالى وتوحيده وعدم الإشراك به، وبعث الله تعالى الرسل لتبليغ الناس بالديانات السماوية وأيدهم بمعجزات، ليقوموا بإخراج الناس من الظلمات إلى النور، وكان ختام هؤلاء الرسل سيّد الخلق والمرسلين سيدنا محمد صلّى الله عليه وسلّم وأيّده بمعجزة القرآن الكريم.
حيث ولد النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين، ولكن اختلف العلماء في أي يوم ولكن الاعتقاد الأكبر أنّه في الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، في دار أبي طالب في شعب بني هاشم في مكة المكرمة، وقد وصفت آمنة حملها به بأنّه كان خفيفاً لا تعب فيه، وأنّها رأت وهي حاملٌ به أنّ نوراً خرج منها وأضاء البلاد، وعندما وضعته كان معتمداً على الأرض بيديه رافعاً رأسه إلى السماء.
و من المعجزات التي حدثت يوم ولادة صلى الله عليه و سلم :
انه ولد عام الفيل العام الذي حاول فيه جيش أبرهة هدم الكعبة، فأرسل الله عليهم طيراً أبابيل أهلكتهم ومنعتهم.
ان امه امنة لما جاءتها الام المخاض فكانت وحيدة ليس معها أحد ولكنها شعرت بنور يغمرها من كل جانب، وخيل لها أن "مريم ابنة عمران"، "وآسية امرأة فرعون"، و"هاجر أم إسماعيل" كلهن بجنبها، فشعرت بالنور الذي انبثق منها، ومن ثم وضعت وليدها كما تضع كل أنثى من البشر. وعندما ولدت السيدة آمنة رأت أم عثمان بن العاص وأم عبد الرحمن بن عوف اللتان باتتا عندها ليلة الولادة قلن: رأينا نوراً حين الولادة أضاء لنا ما بين المشرق والمغرب ، وذكرت "فاطمة بنت عبد الله" أنها شهدت ولادة النبي صلى الله عليه وآله وسلم وقالت: "فما شيء أنظر إليه من وإني لأنظر إلى النجوم تدنو حتى إني لأقول لتقعن عليَّ". وروى أنه صلى الله عليه وآله وسلم ولد معذورًا مسرورًا، أي مختونًا مقطوع السرة، وأنه كان يشير بإصبع يده كالمسبّح بها.
الليلة التي ولد فيها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ارتج إيوان كسرى، وسقطت منه أربع عشرة شرفة، وكان في هذا إشارة إلى أنه سيملك الفرس أربعة عشر ملكًا بعدد ما سقط من الشرفات، فملك منهم عشرة ملوك بعد كسرى في أربع سنين، وملك الباقون إلى إمارة عثمان رضي الله عنه حتى سقطوا جميعًا.
اليوم الذي ولد فيه الني صلى الله عليه و سلم تهاوت الاصنام المنصوبة في الكعبة وحولها، وانكبت على وجوهها. وغاضت بحيرة ساوة التي كانت تسير فيها السفن وجف ماؤها، وخمدت نار فارس، ولم تخمد قبل ذلك ألف سنة .
ومن الآيات التي ظهرت لمولده صلى الله عليه وآله وسلم أن الشياطين رميت وقذفت بالشهب من السماء، وحُجب عنها خبر السماء كما ذكر بعض العلماء، لكن المشهور والمحفوظ أن قَذف الشياطين بالشهب عند مبعثه صلى الله عليه وسلم.
ومنها أن إبليس حُجب عن خبر السماء فصاح ورنَّ رَنَّةً عظيمةً كما رنَّ حين لُعن، وحين أخرج من الجنة، وحين وُلد النبي صلى الله عليه وسلم، وحين نزلت الفاتحة. ذكر ذلك الحافظ العراقي في المورد الهني عن بقي بن مَخْلَد.
