حديث ما نهيتكم عنه فاجتنبوه ..

·        الحديث :

عن أبي هريرة عبد الرحمن بن صخرٍ رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ما نهيتُكم عنه فاجتنبوه، وما أمرتكم به فَأْتُوا منه ما استطعتم؛ فإنما أهلك الذين من قبلكم كثرةُ مسائلهم، واختلافُهم على أنبيائهم))؛ رواه البخاري ومسلمٌ.

·        ترجمة الراوي :

 الإمام الفقيه المجتهد الحافظ، صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، أبو هريرة عبد الرحمن بن صخر الدوسي اليمني، سيد الحفاظ الأثبات، أسلم عام خبير  وهاجر إلى المدينة وهو ابن ثمان وعشرين سنة ؛كان أكثر الصحابة حفظًا للحديث ورواية له حيث بلغ  عدد الأحاديث الثابتة الصحيحة والحسنة التي تفرد بروايتها أبو هريرة رضي الله عنه هي نحو 110 أحاديث فقط، ومعظمها في الترغيب والترهيب والأخلاق والقصص،و  لم يكن أبو هريرة رضي الله عنه حافظا للحديث النبوي فحسب، بل كان أيضا حافظا للقرآن الكريم، وهو من القراء المشهورين الذي حفظوا القرآن الكريم وعلَّموه التابعين، مات رضي الله عنه سنة سبع وخمسين للهجرة عن ثمان وسبعين سنة، صحب الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة أعوام، وعاش بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم 47 عاما داعيا إلى الله، معلما للقرآن والسنة، عاملا بعلمه، مجتهدا في عبادة الله ذكرا وصلاة وصياما وقراءة للقرآن وتعليما، فرحمه الله ورضي عنه، وجزاه عن المسلمين خيرا بما حفظ من سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم.

·        سبب ورود الحديث

روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحجوا))، فقال رجل: أكل عام يا رسول الله؟ فسكت، حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لو قلت: نعم، لوجبت، ولما استطعتم))، ثم قال: ((ذروني ما تركتكم؛ فإنما هلَك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم، واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء فَأْتُوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه ؛()والسائل هو الأقرع بن حابس))

·        فوائد من الحديث :

ü     وجوب فعل ما أمر الله به، والكف عما نهى عنه.

ü     أنه لا يجب على الإنسان أكثر مما يستطيع.

ü     سهولة هذا الدين؛ حيث لم يوجب على المرء إلا ما يستطيعه.

ü     الامتثال لا يحصل إلا بترك جميع المنهيات .

ü     أن كثرة الاختلاف على الأنبياء من أسباب الهلاك، كما هلك بذلك مَن كان قبلنا.

ü     أن من عجز عن بعض المأمور، كفاه أن يأتي بما قدر عليه، مثاله: الصلاة يأتي بها قائمًا، أو قاعدًا، أو على جَنْبٍ.

ü     النهي عن الأسئلة التي لا نفع فيها .